تخطى الى المحتوى
EN

رئام يحيى مصطفى

السعودية

يوم رمت رئام قبعة التخرُّج على وَقْعِ تصفيقٍ يليق بمرتبة الشرف التي حازتها، وعادت إلى منزلها وهي تحمل لقب الثالثة على الدفعة، كانت آمالها في وظيفةٍ على قدر تعبها وطموحها لا تعرف الحدود. لكن سوق العمل، كان يبحث عن مهارات مميِّزة ويدقق في الخبرات الجانبية في السير الذاتية. لم تُطِل رئام الانتظار، قررت أن تملأ وقت فراغها بدورات إضافية تفتح لها الأبواب الموصدة.

بعد يوم طويل أمضته في متابعة الدورات عبر الإنترنت، استرخت أمام التلفاز، وعلى الرغم من أنها كانت تنظر إلى شاشة هاتفها ولا تُعير التلفاز أي تركيز، تسلل إلى سمعها حديثٌ عن مبادرةٍ لتعليم البرمجة اسمها مبادرة “مليون مبرمج عربي”، نهضت مسرعة، عادت لتجلس أمام شاشة حاسوبها بنشاط يوم جديد، مع أن الساعة كانت تشير إلى وقت متأخر من الليل.

ما كادت رئام تُنهي دورة تحليل البيانات التي فتحت لها آفاقاً بحجم أحلامها، حتى حصلت على عرض وظيفي في شركة في الرياض كمبرمجة “ذكاء أعمال”. شغفها في هذا المجال لم يسمح لها بالتوقُّف عن مواصلة التعلُّم ومتابعة الدورات، وتحديث سيرتها الذاتية كل يومين أو ثلاثة، وبعد ٩ أشهر فقط، تلقَّت رئام رسالة على البريد الإلكتروني لم تُصدِّق أنها موجّهة لها، عنوانها “عرض وظيفي في وزارة الصحة السعودية”! ليتحقق حلمها بأن تصبح عالمة بيانات بفضل الخبرات التي اكتسبتها من مبادرة مليون مبرمج عربي.