تخطى الى المحتوى
EN

محمود حجازي

مصر

كمن يسير بلا وجهة، بدأ محمود حياته المهنية بعد أن تخصص في التجارة وإدارة الأعمال ولم يخطر بباله يوماً أن يفكر بتعلم البرمجة لأنها بعيدةً عن مجال تخصصه.

كان محمود ينتظر أن يرن هاتفه، أو تصله رسالة على البريد الإلكتروني، لتخبره واحدة من عشرات الشركات التي تقدّم إليها: “إن الوظيفة في انتظاره”، لكن آماله لم تتحقق؛ وجد نفسه عاطلاً عن العمل، فبدأ في البحث عن أي مُتنفس له، محاولاً من خلاله كسر الجمود الذي يحيط به من كل الجهات.

بحث يومها عن أكثر 25 وظيفة مطلوبة في العالم، فكانت معظمها في عالم البرمجة، وفي ختام المقال قرأ شهادات حيَّة لشبابٍ سلكوا طريق البرمجة وغيَّروا حياتهم، منهم من كان عاطلاً عن العمل، ومنهم من كان طالباً في اختصاص لم يحبه يوماً، شعر وكأنهم يتحدثون عنه شخصياً.

بحث أكثر عن صفات المبرمجين في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، وشعر أنه ينتمي لهذا العالم الذي يبحث عن الحل بدلاً من الاستسلام للمشكلة، هذا العالم الواسع الذي يُعد الجندي المجهول وراء الكثير من الابتكارات التي غيَّرت وجه الإنسانية. لكنَّ سؤالاً واحداً بقي لدى محمود دون إجابة:” كيف”؟ وفي معرض بحثه عن إجابة، قال له أحد أصدقائه كلماتٍ معدودات وجَّهته نحو الطريق الصحيح: ” الإنترنت والتعلُّم الحر، هذا ما يميِّز البرمجة، التعلُّم الذاتي، إنه فضاء واسع!”

أخذ محمود بالنصيحة، وبعد بحث مطوَّل تعرف على مبادرة مليون مبرمج عربي، يقول محمود بصوت تعانقه الابتسامة: “من يسأل لا يضل”.

في مبادرة مليون مبرمج عربي، لم يحتج محمود لأكثر من إرادته وقراره، فلا مال عليه إنفاقه، ولا كلية عليه ارتيادها. من منزله تابع الدروس في تطوير المواقع الإلكترونية، وقاده إصراره للفوز بمنحة النانو ديجري. وأصبح يشغل منصب مسؤول قسم تطوير برامج الحاسوب في إحدى الشركات المصرية، وهو منهمك بين مهماته اليومية وعمله الحرِّ، لكنه بات يعرف وجهته جيداً ويرسم طريقه بيده.