تخطى الى المحتوى
EN

رامز عبدالغني

سورية

على طاولة مكتبه، القائم في نقطة المطلّة في مخيّم الزعتري، يحتفظ رامز بعلم ورقي صغير لبلده، يرفرف كلّما وصله قليل من النسيم، وصورة عائلية، وشهادة في مسار تحليل البيانات يضعها في برواز خشبيّ كتب عليه بخطّ اليد، عبارة “الحمد لله”.

وصل رامز إلى هذا المخيّم منذ سبع سنوات، وخلفه الكثير من الذكريات والأوجاع التي تركها في سورية، وأمامه أشباه أحلام، عزم أن يلتقطها يطبّبها، ويعيدها إلى الحياة.

كان حلم رامز الذي يحمل شهادة في مادة الرياضيات، أن يعلّم الحساب للأطفال اللاجئين في المخيّم، ولكن القوانين حالت دون ذلك، ولكن الحلم أبى أن يغادره.

يقول رامز: “كنا في حاجة للمساعدة، لشخص يؤمن بنا، وهيئات تعطينا أكثر من مطعم ومشرب، ويوم سمعت عن المبادرة وساعدتنا الهيئات هنا حتى ندخل شبكة الإنترنت، قلتُ لنفسي أريد أن أتعلم”.

خلال شهرين عاقب رامز النهار، فكان يتابع دراسته عند الفجر كي يستفيد من سرعة الإنترنت حين ينام الآخرون، وكان يخبئ أوراق الملاحظات تحت فراشه لأنّها المكان الأكثر أماناً لها.

واليوم أصبح رامز رئيس قسم تحليل البيانات في المجلس النرويجي للاجئين، ولا تغيب عن ذاكرته فرصة العمل التي نالها، والمكتب الذي كان يمرّ من أمامه منذ سنوات، ويحلم أن يزوره ولو مرّة، واليوم بات مفتاح هذا المكتب أمانة في جيبه!