تخطى الى المحتوى
EN

مصطفى الشوّا

سورية

عمل مصطفى نادلاً في مطعم في مدينة اسطنبول بعد أشهر من البحث عن عمل يوفر له متطلبات الحياة بعد أن ترك مدينته حمص وقرر بدء صفحة جديدة في مكان لم يكن يتوقع أن يكون فيه.

وفي المطعم حيث مصدر رِزقه قرر مصطفى أن يشغل نفسه؛ جسديًّا وفكريًّا، ويخدم الزبائن بتفانٍ ليلبي كلّ ما يطلبونه. وذات يوم ناداه زبون بلغة تركية تختبئ بين أحرفها لكنة سورية يعرفها مصطفى أو بالأحرى يشعر بها!

اقترب مصطفى من الزبون، ساعده في نقل حاسوبه وشاشته إلى مكان قريب من المقبس الكهربائي، ولفت انتباهه “أسطر الشيفرة على الشاشة” التي عادت به إلى رغبته في أن يكون مهندس حاسوب، لولا القدر!

وهو غارق في أفكاره قاطعه الرجل بلهجة محببة، وبالعربية: “هل تكتب برامجاً؟” سؤال بسيط فتح الباب لمصطفى بأن يطرح على الرجل العابر أسئلة كثيرة عن وضع السوريين في تركيا، وعن كيفية العمل في مجال البرمجة الذي لطالما كان على سلّم أحلامه وآماله.

قال لي الرجل: “يمكنك التعلّم بشكل ذاتي في منصة اسمها مليون مبرمج عربي، ستفيدك كثيراً، لا تستسلم وترمها للقدر، أنت أيضاً مسؤول وعليك دور”.

درس تعلمه بمحض الصدفة دفعته لتعلم مهارات البرمجة وتوظيفها في تطوير مشاريع جديدة، منها تطبيق باللغة العربية يأخذ كلّ وقته وتفكيره حالياً، هدفه تقديم معلومات شاملة عن الأطباء والمستشفيات في المدينة التي يعيش فيها.