تخطى الى المحتوى
EN

محمد رضوان صوراني

سورية

كمن يتمسّك بطوق النجاة، كمن يتشبّث بالحلم ويطوّع كلّ ظروفه ليصل إلى هدفه، كتب محمد فصول قصّته.

لم يواجه أبوا محمّد أي صعوبة معه كي يكمل دراسته أو ينال شهادة جامعية بتفوّق وامتياز، فهو المطلع على العلم والمذهول بتطوّر التقنية منذ تعرّفه إليها عبر الحاسوب المنزلي الذي فاجأه به والده ذات يوم.

اختار محمد مجال المعلوماتية وتخصص فيه، وكانت الأحلام تتزاحم في ذهنه إلا أن الحرب قطعت عليه الطريق باكراً، وبمرور السنوات وضيق الأفق والفرص، وجد محمد يوماً طاقة أمل. كان ذلك في عام 2017؛ عندما سمع عن مبادرة “مليون مبرمج عربي” لتعليم البرمجة مجاناً.

يقول محمد: “بحثت أكثر عن المبادرة كي أنصح الشباب العاطل عن العمل من حولي بالمشاركة، خصوصاً وأنها تمنح شهادات معتمدة، ولكن المفاجأة أنني وجدت ما أحتاج إليه أنا أيضاً، أنا الذي كنتُ عاطلاً عن العمل حينها”.

ووجد في مسار تحليل البيانات تحديثاً لكلّ ما تعلّمه منذ سنوات في الجامعة في مجال تخصصه، واكتشف مساراتٍ إضافيةً تغني سيرته المهنية.

يتحدّث محمد عن التجربة الإنسانية قبل الحديث عن النجاح الذي يحصده اليوم في وظيفته المرموقة، يتذكّر الصعوبات التقنية التي واجهها بإصراره من انقطاع للتيار الكهربائي والإنترنت أثناء تعلمه البرمجة، يتحدث عن الزملاء في المبادرة من مختلف البلدان العربية الذين تعرّف إليهم وربطته بهم علاقة أخوّة، وتقاطعه الضحكة العالية الممزوجة بدمعة الفرح حين يتحدّث عن وظيفته، فهو اليوم المسؤول التقني عن البيانات في منظمة “الأونروا” في حلب.