تخطى الى المحتوى
EN

عدنان خربطلي

سورية

يسترجع عدنان خربطلي الساعات الأربع والعشرين التي قلبت حياته من شابٍ هرب من الحرب في سورية وتعذر عليه استكمال تعليمه إلى صاحب شركة ناجحة في إيطاليا.

هذه باختصار قصّة عدنان كما يرويها .. ففي عمر السابعة عشرة، ترك منزله وعامه الدراسي الأخير قبل شهرين فقط من انتهائه، وغادر خلال 24 ساعة إلى المجهول. وبعد أشهر أمضاها متنقلاً بين لبنان وتركيا، وأشهر أخرى قضاها في اليونان، حزم حقائبه مرة أخرى وتوجّه إلى كرواتيا، استقبلته بعدها فرنسا، ثَمَّ قرر الاستقرار في إيطاليا، بحثاً عما يشبه الفرصة.

“عملت في كل شيء، عامل نظافة، عامل بناء، بل وحتى بائعاً جوَّالاً، أمضيت خمس سنوات وأنا لا أعرف عن غدي أي شيء ولا أنتظر منه شيئاً”.

ولطالما كان عدنان شغوفاً بالبرمجة، وسبق له حاول أن يتعلم بعض لغاتها، ولكن المشكلة كانت تكمن دائماً في الحواجز اللغوية والمادية والوقت. ولكنه قرر أن يقلب حياته رأساً على عقب، شارك في مبادرة مليون مبرمج عربي وحصل على شهادة مُعتمدة في شهرين مكنته من افتتاح شركة باسمه في إيطاليا، ونجح بالفوز بأكثر من مسابقة وهاكاثون عن تطبيق ذكي لركن السيارات يعتمد على الخرائط الجوية، وهكذا اكتسب المهارات التي لطالما عرف أنها سبيله الوحيد للنجاح، وأصبح هاتفه مليئاً بأرقام مبرمجين من كلّ أنحاء العالم.

والآن يصر عدنان أن يضيف عبارة “خريج مبادرة مليون مبرمج عربي” إلى توقيعه. ويضيف ضاحكًا بلهجته الشامية المُحببة: “أصبحت واحداً منكم الآن يا جماعة!”