تخطى الى المحتوى
EN

فاطمة محمد جمعة

مصر

“ليس الهدوء والصمت الطويل واختيار الوحدة بالضرورة طبع يختاره الإنسان، فأنا بكلّ بساطة لم أكن سعيدة” .. لا تحاول فاطمة أن تجمّل ما تعده حقيقةً، فذلك يمنعها من المواجهة أو المضي قدماً على حدّ قولها وحسب خبرتها.

فرغم أنها تحمل شهادة في إدارة الأعمال، ووجدت وظيفة في مجال دراستها، كانت تخوض ألف معركة كل صباح -كما تقول حرفياً- كي تفتح عينيها. لم تكن المشكلة في الوظيفة، بل في مجال الدراسة ذاتها، وكلّما أصغت فاطمة إلى صوتها الداخلي يناشدها بالتغيير، وصفها عقلها بالأنانية؛ فهي المعيلة الوحيدة لعائلتها، وحاجتها لكلّ فلس لا تحتمل المغامرة.

تسحب فاطمة منديلًا من علبته البلاستيكية قبل أن تكمل الحديث، فهي تعلم جيداً أنها لن تستطيع حبس دموعها وهي تتحدث عن مبادرة مليون مبرمج عربي ومتابعتها للدروس، ومساندة المدربين لها، وتخرّجها في أربعة مسارات بتفوّق، تؤكّد عيناها ما تقوله: “أنا أحببتُ الدنيا ثانية”.

في البرمجة وجدت نفسها وشغفها وأحلامها المؤجلة، فكان التطبيق الذي طورته “صدقة. نت” ردّ جميل منها للدنيا، فكان تطبيقًا يعتمد على الخرائط الجوية والإحداثيات للتبليغ عن الحالات الإنسانية والحيوانات المشرّدة، وإيصالها بالجهات المعنية والمتطوّعين. عشرات الحالات يتغير وضعها للأفضل كلّ يوم بفضل “صدقة.نت”.