تخطى الى المحتوى
EN

فرح مهدي خضري

العـــراق

تقصُّ فرح حكاية “سند”، وفي رأسها تتزاحم عشرات التعريفات: “أنا فتاة عراقية، أعيش بمفردي مع والديَّ المُسنين في عمّان منذ 5 سنوات. نكافح ككثير من العوائل العراقية بحثاً عن الأمل. كثيرة هي المرات التي أحتاج فيها والدي إلى طبيب في منتصف الليل، كثيرة هي المرات التي احتجت فيها إلى رفيق يسير معي في الدرب الموحش كي نجد الطبيب المناسب. وكثيرة هي المرات التي احتجت فيها إلى سندٍ خلال دراستي الجامعية، ولكنني وجدته قبل انتهائي من مشروع التخرُّج بشهر فقط!”

أنا طالبة أدرس علوم الحاسوب، أصررت أن تكون أولى خطواتي في سوق العمل منتجة ومفيدة. وكأنّي أقسمت لنفسي، لتلك الفتاة التي حملت المسؤولية منذ صغر سنِّها على أن تكون السند، الذي احتاجت إليه يوماً. قررت أن أضع خطة لمنصة إلكترونية، تربط بين الأطباء والمرضى في عمّان لتسهِّل الوصول إلى الأطباء المتخصصين في أي وقت من اليوم، دون الحاجة إلى إزعاج الطبيب بالاتصال به هاتفياً أو خروج المريض أو المسنِّ من منزله.

ورغم المهارات التي اكتسبتها فرح في دراستها الجامعية، احتاجت إلى مهارات أخرى في تطوير التطبيقات الهاتفية وخصوصاً على نظام أندرويد، كي يبصر مشروعها النور، فقد أرادت أن تنفّذه بنفسها.

على إحدى صفحات دفترها، سجَّلت فرح عنوان مبادرة مليون مبرمج عربي، حين سمعت عنها قبل أشهر من إحدى الزميلات. بحثت عن مسار الأندرويد في المبادرة، سجَّلت وأنهت المسار في أسبوع واحد.

“هل رأيتم من هو أسرع مني؟ صرت مطوِّرة في أسبوع واحد، وأنهيت التطبيق بنفسي”.

على مكتب فرح، مجموعة من الصور التذكارية لها بعد حيازتها على جوائز كثيرة في الأردن عن مشروعها “سند”، وفي وسط الطاولة مخطط تطوير مشروعها وتنفيذه، فقد فازت عنه أيضاً بجائزة الخمسين ألف دولار في مسابقة الابتكار الرقمي من مبادرة مليون مبرمج عربي. تنظر إلى مُخططها ضاحكةً وتقول: “هذه المبادرة هي سندي”!