تخطى الى المحتوى
EN

إيمان وجدي

مصر

كان التاسع من أبريل 2020 يوماً استثنائياً لإيمان، فقد بدأت يومها بالتحضير لبعض الاجتماعات القادمة، وتوزيع المهام على فريق عملها، وتفقدت ارتفاع الطلبات على منتجات “عالفرازة”. ولكن قبل أن تنهي آخر سطر في كتابة مذكراتها، رنّ هاتفها لتسمع من يقول لها: “إيمان، نحدّثك من مبادرة مليون مبرمج عربي، انتهينا من التدقيق في مشاريع مسابقة الابتكار الرقمي، وأنتِ من الفائزين بجائزة الخمسين ألف دولار، عن مشروعك عالفرّازة، تهانينا”.

قالت إيمان: “مسحتُ دموع الفرح، وقلّبتُ الصفحة، يستحقّ هذا اليوم أن يكتب من جديد”. وعادت إيمان بعدها بالذاكرة لأكثر من سنتين، بعد إنجابها طفلتها الثانية، يوم أرادت أن تبحث لأحلامها عن متنفّس. كانت تعلم جيداً أنها ستكون يوماً ما تريد، ولكن كل ما كان ينقصها اجتياز أول خطوة لمشوار الألف ميل.

“كنتُ أريد مساعدة النساء من حولي في التسويق على الإنترنت لكلّ منتجاتهنّ التي يحضرنها في منازلهن، كانت فكرتنا بسيطة، انطلقت فيها مع زوجي ومجموعة من الأصدقاء. بدأنا بجمع المعلومات والبيانات والتسويق يدوياً، وكان المشروع يسير ببطء ويواجه بعض العثرات. أذكر جيداً يوم قرأت عن أهمية البيانات وجمعها وتحليلها، وكأنها حجر الأساس، في اللحظة نفسها، قررت البحث أكثر عن الموضوع والتعمّق فيه”.

“وخلال بحثي عن مبادرة مليون مبرمج عربي، لفتت انتباهي مقالة بقلم طالب خريج، كانت حماسته عالية. دخلت الموقع ووجدت مسار تعليم تحليل البيانات، لم أصدّق أنّه مجاني، عرفت بعدها أنها الخطوة التي ستحقق أحلامنا، وأنها الدعم الذي كان ينقصنا. سجّلت في المبادرة، وخلدت إلى النوم”.

اليوم، وبعد نيلها شهادة معتمدة في مسار تحليل البيانات، تُعرّف إيمان خريجة كلية اللغات بصفتها مبرمجة استطاعت أن تنقل مشروعها البسيط، إلى مساحة عمل ودعم لأكثر من ٨٠٠ امرأة مصرية من خلال “عالفرازة” وهو مشروع يدرّب النساء على تحضير المنتجات المنزلية، ثم يسوّقها ويبيعها في أنحاء الجمهورية المصرية.