في وقت يشهد فيه العمل الخيري مرحلة غير مسبوقة من التوسُّع على المستوى العالمي، أعلنت مؤسسة عبد الله الغرير خلال مشاركتها في “منتدى دبي للمستقبل 2025” الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل في متحف المستقبل، عن توجُّه حاسم نحو عمل خيري يستشرف المستقبل، وذلك مع اقتراب حجم رأس المال الخيري العالمي من نحو تريليوني دولار سنوياً، حيث أصبحت الحاجة إلى عمل خيري استراتيجي يركز على المنظومات أمراً أكثر إلحاحاً وضرورة من أي وقت مضى.
وجرى تسليط الضوء خلال المنتدى التخصصي (الاستشراف والعمل الخيري) على هامش فعاليات المنتدى على كيفية تطوّر العمل الخيري من مجرّد تقديم المساعدات إلى بناء القدرات على المدى الطويل، وهو اليوم ركيزة جوهرية للنهج المؤسسي القائم على البيانات الذي تتبناه دولة الإمارات في العطاء.
واستعرضت مشاركة مؤسسة عبد الله الغرير الضوء الدور المتنامي الذي تضطلع به المؤسسات الخيرية في بناء مجتمعات مرنة ومستعدة للمستقبل، لا سيما في مجالات التعليم والتنمية البشرية، والمهارات اللازمة لاقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت النقاشات في المنتدى أن مستقبل العمل الخيري لن يعتمد على حجم التمويل بقدر ما سيعتمد على النوايا الاستراتيجية. فالمؤسسات القادرة على استباق التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية ستكون الأكثر قدرة على تحقيق أثر مستدام. وقد أسهمت أجندة دبي طويلة الأمد لاستشراف المستقبل في إعادة تموضع العمل الخيري كمحرّك رئيسي لبناء مجتمعات تتمتّع بالمرونة وقادرة على الصمود على المدى البعيد.
وقالت الدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الله الغرير: “لقد أثبتت دولة الإمارات أنّ السخاء، عندما يصبح في قالب المؤسسات وموجَّهاً نحو المستقبل، يُصبح قوة وطنية، ويجب أن ينتقل رأس المال الخيري اليوم من مجرّد الاكتفاء بالعمل الخيري إلى بناء القدرات، والاستثمار في التعلُّم والقدرة على التكيُّف وتنمية الإمكانات البشرية. وفي عالم مُجزأ ومتفكّك، يُمكن للعمل الخيري الاستراتيجي أن يُصبح جزءاً من بنية الثقة التي تُساعد المجتمعات على الاستعداد، بدلاً من مجرّد الاكتفاء بالاستجابة”.
وعلّق سعادة بدر جعفر المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية خلال كلمته الرئيسية: “إن القوة الحقيقية للعطاء ليست في حجمه بل باستدامة تأثيره على المدى البعيد. وعندما يكون التعاون قائماً على بُعْد النظر والتدبير، وتنسجم جهود القطاع الخاص مع السياسات والأهداف المجتمعية، يتحوّل الكرم إلى هندسة التنفيذ وفعلُ الخير إلى منظومات التغيير. ومع نشوء المزيد من مراكز العطاء عبر إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، تَتَولّد أمامنا فرص استثنائية لا بد لما من انتهازها، لابتكار نموذج عطاء فعّال بحق، ليست غايته الوحيدة العطاء بكثرة، بل العطاء بأثر مستدام غير منقطع.
وقال سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: “يمكن لقطاع العمل الخيري أن يستفيد من أدوات استشراف المستقبل ومهارات تصميمه لتعزيز أثره الإيجابي وتحقيق مستهدفاته لخدمة البشرية والارتقاء بقدرته على مواكبة التحولات، ونحن في مؤسسة دبي للمستقبل حريصون على التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات المحلية والعالمية لتصميم حلول مناسبة لمختلف القطاعات التي تهم المجتمعات حول العالم”.
وتؤكد مشاركة مؤسسة عبد الله الغرير في منتدى دبي للمستقبل 2025 دور دولة الإمارات في تشكيل مستقبل العمل الخيري عالمياً، بحيث يستند إلى أدوات الاستشراف، ويرتكز على قوة المؤسسات، ويهدف إلى توسيع الفرص للأجيال القادمة.
الجدير بالذكر أنمؤسسة عبد الله الغرير تأسست عام 2015، وأعادت تعريف العمل الخيري في مجال التعليم في العالم العربي عبر تمكين الشباب الإماراتي والعربي من الوصول إلى تعليم عالي الجودة وفرص عمل مجدية ومسارات للقيادة. وبالعمل جنباً إلى جنب مع صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، وصلت المؤسسة إلى أكثر من 400,000 شاب وشابة، واضعةً مسارات تحول التعلّم إلى فرصة، والفرصة إلى أثر مستدام.